.:: أتوبيســـ التهييســــــــــــــــ ::.

فى الاتوبيس ، نظرت بجوارى رأيت كائن مريخي غريب واسمى نخنوخ
حينها سألته سؤالا مباشرا : - إنت جاى تعمل إيه فى كوكب الأرض؟

..._رفع حاجبه المريخى فى دهشة : هما لمؤاخذه بتوع الكواكب التانيه
لما بييجوا الأرض بيعملوا إيه؟

_ بيغزوها طبعا (قلت مبتسما ثم مستطردا) : وطبعا جاى تجمع معلومات شغل جواسيس يعنى

_أكيد، لازم أشوف الوضع على الطبيعة قبل ما أعطى النخانيخ اشارة لاطلاق الصواريخ
أصل إحنا فى تنافس مع كوكب الزهرة وخفنا يحتلوا الأرض ويحاصرونا

_ اها فهمت فقلتوا تسبقوهم وكده
طيب وبعد ما تحتلونا حتقتلونا؟

- فى كبرياء غاضب كمن أُهين إهانة لا تُغتفر : إحنا كائنات متحضرة ،وعندنا حريه وديمقراطيه وأخلاقنا المريخية عالية أوى،
وبحكم أعباء الاحتلال حنكون مسؤولين عنكم بالكامل.

- فى فرحة غامرة : بتتكلم جد؟، يعنى حتأكلونا؟، فقال فى تأكيد: أكلكم، شربكم، حشيشكم , سلطاتكم بابا غنوكم , وكل حاجة علينا.


أصافحه فى حرارة شديدة : اسمح لى باسم شعب مصر أقول لكم إننا بنرحب بالغزو،
ويا أهلا، ويا ميت مرحبا.
بالنخانيخ من كوكبنا الشقيق المريخ

- متفاجئا : بتقول إيه؟ يعنى مش حيكون فيه مقاومة؟، فقلت له: إطلاقا
- يعنى مفيش اى ثوابت او اخلاق عندك تتعارض معانا

_ ياباشا اشطه جدا المهم نعيش وشكلكوا ناس عايزين الخير

- ناظرا فى ارتياب : اسمح لى، من واجبى إنى أنقل لهم كلام دقيق. إنت بتتكلم باسمك ولا باسم شعب مصر؟

- حاخليك تسمع بنفسك صوت الشعب (بصوت عال فى الاتوبيس ): يا جماعة التهييس، الأخ ده اسمه نخنوخ وجاى من المريخ،
وبيقول إنهم جايين يحتلونا علشان يدونا حريه وديمقراطيه وكمان أكلنا وشربنا وحشيشنا عليهم، قلتوا إيه؟

- صياح جماعى : هيييييييييه هيييييه (طبول تظهر فجأة فى أيدى الركاب)
مريخ مريخ، وحنتعشى، حنتعشى

صوت يقود المجموعة ,تنتخبوا مين
( صوت جماعى) النخنوخ وحبيبكم مين؟ النخنوخ

- فى ذهول يا جماعة أنا باشكركم على مشاعركم الفياضة تجاه شعب المريخ الصديق بس هو مش المفروض تقاوموا وترفضوا وكده

- هو احنا لاقيين حد يأكلنا ! المهم أديك سمعت رأى الشعب .
كلمهم بسرعة وقل لهم يركبوا صواريخهم وييجوا.

- مترددا وهو يخرج جهاز اللاسلكى : هنا نخنوخ 007، ولو انى مش فاهم حاجة،
لكن تعالوا!
.
.
.

ركاب الاتوبيس كلهم فى فرحة عارمة فيما عدا
سيدة واحدة لا تشارك فى الاحتفال ويبدو عليها الغضب الشديد. ترى ما حكاية هذه السيدة؟

ثم تصرخ طالبة بأن يتوقف هذا الهُراء



ليه يا مدام؟
(قلت لها متسائلاً )

قالت بصوت غاضب: أنا مش موافقة على التهريج اللى بيحصل ده.

و حضرتك بتتكلمى بصفة إيه يا مدام ( قلت متفلسفا )
ما هى الناس مبسوطة قدامك اهه!.

وهنا حدثت المفاجأة المذهلة . وجدنا السيدة تتلاشى ثم تتحول إلى حورية شديدة الجمال لا نظير لها على كوكب الأرض.


ساد الصمت الذاهل لثوان ثم قطعته الفاتنة
بقولها: أقدم لكم نفسى: انا لعلومه من كوكب الزهرة.

وعلى الفور بدأت الطبول ترن فى أيدى الركاب، ولكن بمداء مختلف:

لعلومة لعلومه

فانحنت الحورية فى حركات استعراضية، وأرسلت القبلات فى الهواء لركاب الميكروباص وقالت:

قولوا ورايا: فليسقط المريخ.

( ركاب الميكروباص وقد انقلبوا على النخنوخ)
فليسقط المريخ

الزهرة يعيش، الزهرة يعيش، المريخ ما يلزمنيش

( النخنوخ مذكرا)
يا جماعة الحريه والديمقراطيه وكمان الأكل ..والمزاج هاا المزاج
وكل واحد هيعمل اللى على هواه

( ينقلب الهتاف فورا)
مريخ.. مريخ

تقول لعلومه بصوت عال:

الزهرة حتديكم فلوس وهنسفركم بره فى الزهرة وهنشهركم
وهناك كل مالذ وطاب من حوريات وملذات

( تدوى الطبول)
زهرة، زهرة.

( نخنوخ)
قرارات علاج على نفقة المريخ؟ وتذاكر سينمات مجانيه

( تدوى الطبول )
مريخ .. مريخ.

( لعلومة)
حفلات ببلاش لأليسا ونانسى وهيفاء.

( هياج فظييييييييييييييييييع)
هييييييييييه دلع زهرة دلع
المريخ شكله خلع

( النخنوخ يقترب من اللعلومة)
بأقولك إيه ما تسيبك من الناس دول،
دول عالم ما ينضمنوش. وشايلين الطبول حتى وهم رايحين الشغل، وبيصقفوا لأى حد
ومفيش اى مقاومه لمبادئهم ولا لدينهم

(لعلومه فى حيرة)
والله عندك حق. أنا مستغربة من اللى بيحصل هنا.
ما تيجى نعقد صلح بين المريخ والزهرة ونخلع من الكوكب ده خالص؟

( نظرت إليه فى دلال)
تتجوزنى؟.

( يفتح اللاسلكى)
أوقفوا الغزو.. الناس هنا مالهمش نظام ومش مضمونين،ومش عارفين هما عايزين ايه
وأوقفوا الخناق مع الزهرة كمان، إحنا خلاص اتصالحنا

( يقذف باللاسلكى من النافذة ويلتفت إليها قائلا)
أموت أنا ياحبي ,, احنا نظبط نفسينا ونبقى نجيلهم تانى
نحطهم فى جيبنا على رواقه

ركاب الميكروباص يغنون فى سعادة فائقة وقد نسوا الأمر برمته

اتمخطرى يا حلوة يا زينة، يا وردة من جوه جنينة.
وتنطلق عربة الأصوات بالسعداء الذين يصفقون لأى شىء وكل شىء ،
وتستمر الحياة فى اتوبيس التهييس
على دقات الطبول كالمعتاد